مقالات متنوعة

وقفات وتأمّلات في وقت البلاء

يقول النبي عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم:

“عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له” [مسلم، الزهد، 64]

إن الصدقة لتطفئ غضب الرب” [الترمذي، الزكاة، 24]

“باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة”. [السيوطي، الجامع الصغير، جـ1، ص108]

“الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء”. [الترمذي، البر، 16]

فتحت تركيا ذراعَيها واحتضنت اللاجئين السوريين الذين جاؤوا إليها منذ عام 2011 على قلة الإمكانات وضيق الحال، وأنفقت عليهم. أما أوربا الغنية فلم تستطع أن ترسل 6 مليارات يورو التي كانت قد وعدت بها.

إن تركيا اليوم مع كل المشاكل التي تواجهها في حال يُشكَر عليها. لكن إيطاليا وحدها تخصِّص الآن ميزانية بمقدار 25 مليار يورو كي تقي نفسها من وباء الفيروس. وأعلن صندوق النقد الدولي عن استعداده لتخصيص مبلغ ألف مليار دولار. فالعالَم كله اليوم يدفع أضعاف ما بخل على الذين تجاهلهم سابقًا من المظلومين والمضطهدين والمحتاجين كي ينجو من هذا الوباء المتفشي في كل مكان.

إن هذا الوباء الذي يجتاح العالم اليوم وسيلةٌ للتفكر والاعتبار.ىوقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم دخول الأرض التي فيها وباء، وعدم الخروج إذا كان الوباء في الأرض التي يسكنون فيها، وأخبرنا أن الفرار من أرض فيها وباء كالفرار من الحرب.

والوباء اليوم في كل مكان من الأرض، فلا مفر منه…

وأحوال اليوم تذكِّرنا بأحوال الآخرة: فقد وصف الله تعالى حال المجرمين يوم القيامة أمام تجليات عظمته، إذ يقولون: {يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}

فيأتيهم الجواب:

{كَلَّا لَا وَزَرَ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرّ} (القيامة: 11-1)

ولا ننسى أنه ليس من الموت مفر إلى مكان، ولا للرجوع من القبر إمكان، ولا من هول يوم القيامة ملجأ للتائه الحيران. فكل مكان مُلكٌ لله تعالى، وكل زمان خاضع لإرادته، والسبيل الوحيد للنجاة قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} (الذاريات: 50) الملجأ الوحيد والملاذ الفريد. ونستطيع نيل رضا الله تعالى بالتوبة النصوح والاستغفار الذي يصاحبه ذرف الدموع، وبالصدقات التي تُنبِت بذور الرحمة في القلوب.

إن العالَم اليوم أمام مصيبة عظيمة، ولا بد من اتخاذ التدابير للخروج من هذه المصيبة بأقل الخسائر.

غير أن أعظم مصيبة تجاهلُ الحِكَم والإشارات الربَّانية وراء هذه المصائب، أو النظر إليها من وجهة نظر مادية علمانية، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(الروم، 41)

فهذه المصائب والتحذيرات تذكِّرنا نحن البشر بمسؤولياتنا. وتجاهل الأسباب المعنوية التي تقف وراء المصائب المادية لهوَ مصيبة أشد من المصيبة الواقعة. والمصيبة الحقيقة أن نتهم غيرنا بدلًا من أن نعتبر بالمصيبة ذاتها، ولا نواجه أخطاءنا وعيوبنا.

والمصيبة العظمى أن نتراخى أمام حقيقة الموت بالثقة بقدراتنا المادية وقوتنا وطاقتنا وصحتنا وشبابنا وما وصل إليه العلم لا سيما في الطب، وأن نرى أنفسنا في أمن وأمان، وننسى حاجتنا لربنا وعبوديتنا له.

يقول الله تعالى محذرًا:

{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف، 99)

فالمصيبة الحقيقة الغفلة عن الله تعالى. والمصيبة الأصلية نسيان الموت والقبر والآخرة، وتضييع العمر بالنسيان والعصيان. ولا ننسى أن ضرر المصائب الدنيوية مؤقتة محصورة في هذه الدنيا، أما ضرر المصائب المعنوية فقد يؤدي إلى عذاب خالد، والعياذ بالله.

فاللهم أحفظ قلوبنا من الغفلة، واشرح صدورنا، واشفنا من الأمراض المادية والمعنوية.

إننا نخاف ونضطرب حين تحل علينا مصائب شديدة من حين لآخر، يحدث زلزال، فنخاف، يضربنا سيل، فنخاف. وإننا اليوم نلزم بيوتنا خائفين من وباء عالمي، وننتظر زواله ولا نعلم متى.

فمن الطبيعي أن يخاف البشر في هذه الحالة، لكن ما علينا أن نخاف منه هو ذنوبنا.

– علينا أن نخاف من الغفلة والانجرار إلى الحرام.

– علينا أن نخاف من زلات اللسان.

– علينا أن نخاف من النظر إلى ما حرَّم الله في الشاشات.

– علينا أن نخاف من أن نمد أيدينا إلى ما هو ليس حق لنا.

– علينا أن نخاف من أن نفتقد الرحمة والرأفة.

– علينا أن نخاف أن تموت بذور الرحمة في قلوبنا.

– علينا أن نخاف من تضييع هويتنا الإسلامية، والتراخي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

– علينا أن نخاف من عدم تمثيل الإسلام تمثيلًا سليمًا.

فعلينا أن نخاف من كل ما ذكرنا حتى نكون من خير العباد الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

علينا أن لا ننسى اتخاذ تدبير “التقوى” حتى في الأنفاس الأخيرة للبرء من الأمراض المعنوية التي تهدم القلب، كما أننا نتخذ التدابير المادية اليوم وعلى رأسها النظافة لمكافحة وباء عالمي. علينا أن نطهر أيدينا وألسنتنا وأعيننا وآذاننا وعقولنا وقلوبنا حتى نُطهِّر أدران الذنوب. يقول أبو الحسن الخرقاني:

“لقد جاء بكم الله جل جلاله إلى هذه الدنيا أطهارًا، فلا تقفوا في حضرته وعليكم الأدران”.

إن ديننا الإسلام دين الحق الوحيد، دينٌ يولي أهمية للعقل السليم الذي يعمل على ضوء الكتاب والسنة، وللعلم الذي يسعى للكشف عن القواعد التي وضعها الله تعالى في هذا الكون، وهو ينير الطريق للعقل والعلم. وخير دليل على ذلك حضارات الإسلام التي جاءت بالطمأنينة للإنسانية والعدل للعالَم على مدى 14 قرنًا.

أما العقل الذي حُرِمَ من الإرشاد الرباني فقد جرَّ الناس إلى الباطل بدلًا من الحق، وإلى الخرافات بدلًا من الحقائق، وجعلهم يغترون ويتكبرون، فتجاهلوا تجليات عظمة الله وقدرته في كونه.

وقد بيَّن الله عاقبة الغافلين في كتابه المبين فقال:

{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر، 83]

ونحن اليوم في زمان وصلَ العلم فيه إلى أقصى حدوده، وصار الإنسان يبحث عن حياة في الفضاء ونسي عجزه واتبع أهواء نفسه، فكان هذا الوباء تذكيرًا له بحجمه ومَحْقًا لغروره وكبره. فقد تقلَّبت الاقتصادات الكبرى، وعجزت الأنظمة الصحية، وأوشكت دول أن تفلس…

فنفهم من ذلك أن المصيبة الكبرى التركيزُ على الأسباب ونسيان مسبِّب الأسباب، وعلى الرزق والغفلة عن الرزَّاق، وعلى الأحداث والسهو عن إدراك الفاعل المطلق.

فالمصيبة التي ينبغي أن نخشاها نسيان ربنا، الذي يقول:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر، 19]

ذكرَ الله تعالى أمثلة لأقوام حلَّ عليهم عذابه لأنهم تجاهلوا التحذيرات الإلهية التي كانت تأتيهم، وهذه الأمثلة ليست أحداثًا تاريخية صارت من الماضي فحسب، بل المقصود منها أيضًا تحذير مَن سيأتي بعدهم من الناس حتى قيام الساعة.

ويؤسفنا أن نرى اليوم التفاخر في أرجاء العالم بالظلم والطغيان الذي كانت تمارسه الأقوام السابقة، وجعلِ الضعفاء والمساكين كأنهم في نظام رق حديث، واستغلالِ الناس وجعلهم حلقة من حلقات النظام الاقتصادي، وادعاءِ أن الشذوذ الجنسي جزء من حقوق الإنسان، وعدِّ الاعتراض على ذلك ذنبًا لا يُغفَر.

يقول الله تعالى:

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [فاطر، 45]

فنفهم من قوله تعالى أن الله غالبًا ما يؤخِّر عقاب الظالمين إلى الآخرة بناءً على سر الامتحان الإلهي.

غير أن الله تعالى يغضب أحيانًا على المتكبرين فيبيِّن لهم حدودهم ويحذر الناس من الضلال، فهو تعالى الذي أهلك بذبابة نمرود الذي ادعى الألوهية، ودمَّر بطير الأبابيل جيش أبرهة الذي جاء لهدم الكعبة.

وهذا الوباء الذي أصاب اليوم العالَم أجمع ولم نرَ مثله من قبل في التاريخ لهوَ حادثة عظيمة علينا أن نعتبر منها. فهذا الفيروس أقضَّ مضاجع الناس وتركهم عاجزين أمامه، وذكَّرهم بقلة حيلتهم على تقدم العلوم وتطور التكنولوجيا وكثرة المال وسعة القوة.

نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الوباء وسيلة لنرى أخطاءنا أفرادًا ومجتمعات، ونحاسبَ أنفسنا، ونصحو من غفلتنا. ونسأله تعالى أن يجعله سببًا لنتذكر مسؤولياتنا تجاه أنفسنا وبيئتنا وخالقنا، ولنلجأ إلى ربنا بالإكثار من الاستغفار والدعاء والصدقات.

وحينئذ تغدو هذه الأزمة المادية ربحًا معنويًا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له” [مسلم، الزهد، 64]

لقد ارتكبت الدول العظمى اليوم ظلمًا شديدًا ومجازر فظيعة من أجل استغلال ثروات أراضي المظلومين، وهُجِّر الملايين وصاروا لاجئين. لكن ما أعجب أن نرى اليوم هذا الوباء يجتاح الغرب خاصة فلا يغادر منطقة منها، ونراه أقل في أراضي المظلومين. فها هي الدول التي تُعَدُّ دولًا عظيمة ظاهرًا تقف عاجزة، أما المظلومون فيحفظهم الله تعالى برعايته.

فهذا يعني أننا مهما فتحنا قلوبنا للمظلومين واهتممنا بهمهم وسعينا لعونهم، فسوف يحفظنا الله تعالى بحفظه وعنايته ورعايته.

يقول الشيخ سعدي الشيرازي رحمه الله:

“إياك أن ترد المسكين إنْ جاء بابك طالبًا، فقد تبيت- حفظكَ الله- يومًا مسكينًا فتدق الأبواب. وما دمت لا تأتي بابَ أحد طالبًا شيئًا، فأكرِم مَن يأتي بابكَ شكرً لله على حالك”.

طالب نائب والي ولاية تكساس الأمريكية بضرورة عدم الاكتراث بالمسنِّين الذين بلغت أعمارهم فوق السبعين والذين يُعدّون الأكثر عرضة للخطر من الوباء الفيروسي، وذلك للحفاظ على اقتصاد البلاد…

وتناقلت وسائل الإعلام أخبار ترك المسنين في بيوتهم بحجة عدم كفاية وحدات العناية المركزة في مستشفيات فرنسا…ووُجِد المسنون في دور العجزة ميِّتين على سُرِرهم في إسبانيا…

كيف للإنسان أن يتجاهل أباه وأمه اللذَين ربَّياه حين يكبران؟ ما هذه الإنسانية؟

وأي ضمير هذا؟

هذا هو الوجه الحقيقي للغرب الذي يختبئ وراء الأقنعة ويستمد قوته من سلاحه واستغلاله الشعوب، إنه يُرَى على حقيقته أمام أزمة إنسانية. إنها أنقاض حضارة ليس فيها شيء من الفضائل.

أما الحضارة الحقيقية فهي الإسلام دين الرحمة. فحضارة الإسلام قبل أي شيء إنما هي حضارة رحمة.

لقد عدَّ الإسلام عقوق الوالدَين من أكبر الكبائر، وأمرَ برعايتهما برحمة إذا كبرَا، وتجنب قول حتى كلمة “أف” لهما، وضرورة مخاطبتهما بقول لين. فهذه الحضارة حضارة الإنسانية، لأن المقياس الحقيقي للحضارة معرفة قيمة المخلوقات لأجل خالقها.

وقد جاء في الحديث الشريف:

“خير الناس أنفعهم للناس”. [البيهقي، شعب، 6، 117]

فالحضارة الحقيقية لا تعني الغنى المادي، بل الغنى المعنوي. والحضارة الحقيقية لا تعني امتلاك الأسلحة التي تبيد العالَم، بل نيل القيم المعنوية التي تمحق أهواء النفس.

والحضارة الحقيقية لا تعني رؤية قطرة النفط أغلى من قطرة الدم، بل رؤية مَن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا.

لقد شغلَ هذا الوباء العالمي عقولنا وقلوبنا، مع أن هناك همومًا كثيرة علينا أن نفكر فيها. فما أشد عقوبة مَن يتجاهل صيحات المسلمين الذين هاجروا من أوطانهم كي يبقوا أحياء، وبذلوا الغالي والرخيص ولم يوقفهم البحر على أمل الوصول إلى مكان يعيشون فيه بأمن وأمان بدلًا من الموت تحت القنابل والقذائف. ويؤسفنا أن نقول إن البحر المتوسط اليوم صار قبرًا للاجئين! فعلينا أن نتفكر في هذا المشهد المحزن لعل قلوبنا ترتقي.

دعونا نتفكر في التدابير التي نتخذها لنحمي أنفسنا وأهلنا من هذا الفيروس الذي أصابنا، ثم نتساءل: هل نستطيع أن نزيد من سعينا للمحافظة على أنفسنا وأهلنا وأحبابنا من الأمراض المعنوية التي تفتك بمجتمعنا كالفسق والفجور والشرور والمعتقدات الباطلة؟

إننا نتناول الفيتامينات والأدوية التي تقوي جهاز المناعة من أجل سلامة أبداننا، فهل نتخذ تدابير التقوى التي تزيد من روحانياتنا أمام النفس والشيطان من أجل سلامة قلوبنا؟

يقول الله سبحانه وتعالى:

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت، 65]

إن هذا المثال في الآية يُطبَّق على كثير من أحداث الحياة، فعندما يركب الناس طائرة فتدخل في مطبات هوائية، تراهم يلجؤون إلى الله ويتوبون ويتوسلون، لكن عندما تهبط الطائرة، ينسى الغافلون توبتهم وتوسلهم.

وهكذا نحن اليوم، نلجأ إلى الله تعالى كي ينجينا من هذا الوباء العالمي، ثم نعود إلى غفلتنا حين يزول عنا البلاء، ونرجع إلى طلب ملذات الدنيا. إن هذه الغفلة قد تكون سببًا- والعياذ بالله- لحلول مصائب أخرى. لذلك علينا أن نحافظ على عبوديتنا وطاعتنا لربنا تعالى في أيام اليسر والعسر.

لقد خلق الله تعالى هذا الكون بنظام دقيق، فلا أحد يخشى من تبدل مقدار الأوكسجين في الجو، أو يخاف من عدم شروق الشمس. فإذا كان كل شيء حتى الورقة التي تسقط من الشجرة لا يخرج عن علم الله وإدراته، فهل هذه المصائب المفاجئة من أوبئة وسيول وحرائق وزلازل تصيبنا مصادفةً؟ هل هذا الفيروس الذي يجتاح العالَم كان بلا سبب؟ ويحذرنا الله تعالى كي نعتبر ونصلح من حالنا، فيقول:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم، 41]

إن العالَم اليوم يخضع لامتحان عسير بهذا الوباء الذي أصاب كل مكان. فكل مَن أدرك جدية هذا الموضوع، سارعَ لاتخاذ التدابير وتحملالمسؤوليات، واستنفر كي يزول هذا الوباء في أقرب وقت. والعاملون في القطاع الصحي يقفون على خط الجبهة يعملون ليل نهار في المخاطر. ونحن مدينون لهم بالشكر على سعيهم وتضحياتهم.

فعلينا أن نعينهم ونسهِّل أعمالهم، وإنْ كنَّا لا نفعل شيئًا لأجلهم، فعلينا أن ندعو لهم بالخير على الأقل.

اللهم ارحم جميع مَن ضحوا بحياتهم من العاملين في القطاع الصحي، وصبِّر أهاليهم، واشفِ المريضين منهم.

آمين.