للذِّكرِ صيغٌ كثيرةٌ ولعلَّ أشهرَها وأشرَفها كلمةُ التوحيد، والتي تُسمى (النفي والإثبات)، وقد اعتنى كبار مشايخ النقشبندية خاصة بهذا الذكر، ويراد من هذا الذكر التخلُّص من كلِّ شيءٍ يُبعِدُ القلبَ عن الله تعالى، وتسمى هذه الحالة (النفي)، ويراد منه أيضا قَصْرُ عبوديتنا على الله وحده فقط، فلا نبتغي رضا أحد غيره، ولا نقصد بأعمالنا وأقوالنا أحدا سواه، وتسمى هذه الحالة (الإثبات).
فغايةُ هذا الذكر أن نجعلَ غايتنا ومقصدنا الله تعالى وحده، وأن لا نرى لغيره من المخلوقات – مهما عَظُمَ – وجودا أبدا، فلا شيءَ له قيمةٌ أو وجود حقيقي أمام الله تعالى، فهو وحده الحقُّ وما عداه خيالاتٌ وأوهام.
وقد اعتُنيَ كثيرا بهذا الذكر ووقف عنده المرشدون، فحين يؤدي المريدُ هذا الذكرَ على النحو الأمثل فهو ينقِّي القلبَ من كل الخواطر والأغيار العالقة به، ويهيئه لمراقبة الله -عز وجل- واستحضارِ عظمتِه وقدرته.