إن هدف الإسلام الأساسي هو أن يكون الإنسان كاملًا مستقيمًا، والسبيل إلى ذلك هو أن يحيا الإنسان دينه ظاهرًا وباطنًا، في إطار ينسجم العقل فيه مع القلب، ويتحد الجسد مع الروح.وليس التصوف إلا سعي لبلوغ هذا الهدف، ومقصوده الوحيد وغرضه الفريد أن يكون العبد عبدًا مؤمنًا صالحًا يرضى الله عنه.وهذا ما يُوجِب على المرء أن يسعى ليدرك الإسلام إدراكًا سليمًا بعيدًا عن الشبهات، ويحياه في جوٍّ تتكامل فيه العناصر الأربعة: الشريعة، والطريقة، والحقيقة، والمعرفة. التصوف بلسم للقلوب الأسيرة في مستنقع المادية، وملاذ كل هائم متخبط في متاهات العقلانية… التصوف صرح شامخ تتكسر على أعتابه كل موجات المساومة على الدين واليقين…التصوف كالشجرة الباسقة؛ الكتاب والسنة جذورها، والأولياء والمرشدون جذعها، والطرائق أغصانها، والمريدون أوراقها، والنفوس الراضية المرضية ثمارها