الإيثار من أجلى مظاهر الحب الحقيقي، فكل من أحب يدرك أن العطاء في سبيل من يحب تعبير عن مدى إخلاصه له؛ ولذا فقلب المؤمن مفعم بالمودة والرحمة لكل المخلوقات إجلالًا وتعظيمًا للخالق. لكن مشاعر الأخوة في وقتنا الراهن قد ضعفت، مع الأسف، وانحلت عرى الترابط الاجتماعي، وازداد الشقاق في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى البذل والعطاء، ومدّ يد العون للمحتاجين في خضم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي تصيب المجتمعات من ناحية، والشح الذي أصاب الناس من جراء التكالب على المادة من ناحية أخرى، ومن ثَمَّ أصبح الإنفاق على رأس الأشياء المنسية والمهملة. وأول ما يتبادر إلى الذهن بهذا الخصوص، العبادات الاجتماعية كالزكاة والصدقة، و مؤسسات الرحمة والشفقة كالمؤسسات الخيرية والأوقاف