إن هذه السطور العاجزة يستحيل عليها أن تتحدث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بما تستحق تلك السيرة التي لا نظير لها ولا شبيه. ذلك أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم هو حبيب الحق عز وجل. ولكن توجد فوائد جمة لا حصر لها في سعي كل واحد منا على قدر طاقته واستطاعته لفهم تلك السيرة وذكرها. وهكذا يكون أعظم شرف لنا أن نتمكن من تحقيق هذا الأمر والكتابة عن سيرته الشريفة وأن يكون لنا نصيب من الاقتداء بشخصيته النموذجية لنتخلق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلّم. والتعرُّف على رسولنا صلى الله عليه وسلّم بكل جوانبه توجد له أهمية عظمى من ناحية فهم القرآن الكريم وإدراك مقاصده والوقوف على دقائق معانيه. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد عاش القرآن الكريم وتمثله في حياة النبوة التي استمرت ثلاثة وعشرون عامًا وفسره بأكمل شكل وأجمله. ولهذا السبب فإن أي مسلم لا يستطيع أن يفهم القرآن الكريم دون أن يتعلم أقوال الرسول صلى الله عليه وسلّم وحياته على أفضل نحو ممكن