في هذا الجزء من سيرة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلّم نتاول ونبحث في فترة العهد المدني في ثلاث مراحل وهي: أولاً: مرحلة تأسيس المجتمع الإسلامي، وتمكين الدعوة الإسلامية، وقد أثيرت في هذه المرحلة القلاقل والفتن من الداخل، وزحف فيها الأعداء من الخارج؛ ليستأصلوا شأفة المسلمين، ويقلعوا الدعوة من جذورها. وقد انتهت هذه المرحلة بتغلب المسلمين وسيطرتهم على الموقف ، مع عقد صلح الحديبية في ذي القعدة سنة ستة من الهجرة. ثانياً: مرحلة الصلح مع العدو الأكبر، والفراغ لدعوة ملوك الأرض إلى الإسلام، وللقضاء على أطراف المؤامرات. وقد انتهت هذه المرحلة بفتح مكة المكرمة في رمضان سنة ثمان من الهجرة. ثالثاً: مرحلة استقبال الوفود، ودخول الناس في دين الله أفواجًا. وقد امتدت هذه المرحلة إلى وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة