مقالات من كتبه

جملة من نصائح الإمام الرباني الحكيمة

“يا ولدي! أساس المسألة هو تجنب الاستزادة المفرطة من المباحات، والاكتفاء بالقدر الضروري منها. وينبغي استعمال ذلك القدر الضروري بنية تحقيق القوة والقدرة، واكتساب يقظة القلب والنشاط من أجل التمكن من الإيفاء بالعبودية لله تعالى بحق”. [1]

*

“لا ينبغي صرف الأوقات في اللهو واللعب، وإتلاف العمر فيما لا يعني، فضلاً عن صرفها في أمور منهي عنها. وإياكم والرغبة في الغناء والنغمة والانخداع بالتلذذ بها، فإنها سم مطلي بالعسل.

وعليكم باجتناب الغيبة والنميمة بين الناس، فإنه قد ورد في ارتكاب هاتين الذميمتين وعيد شديد، وعليكم اجتناب الكذب والبهتان أيضاً، فهاتان الرذيلتان محرمتان في جميع الأديان، وإن ستر عيوب الخلق وذنوب الخلائق، والعفو والتجاوز عن زلاتهم من عزائم الأمور”. [2]

*

“إن اتباع الأنبياء يوصل المرء إلى الدرجات العليا؛ واتباع الأصفياء يُبلغ الإنسان إلى المراتب الكبيرة. فأبو بكر رضي الله عنه قد سعى إلى سعادة تصديق النبي عليه الصلاة والسلام كتابع له على الدوام فتربع على قمة مقام الصادقين. وأما اللعين أبو جهل فلأنه قد ضيع قابلية الاتباع في مستنقع الأهواء والرغبات النفسية  فقد صار قائد الملعونين”. [3]

*

“إن محبة العلماء للدنيا ورغبتهم فيها كلف ولطخة على جمال وجههم. وإن كان يحصل منهم فوائد للخلائق، إلا أن علمهم لا يكون نافعاً في حقهم، ولا اعتبار لما يحصل منهم من تأييد للشريعة وتقوية للملة، إذ أن التأييد والتقوية قد تحصل من أهل الفجور وأرباب الفتور أحياناً… فإن كان العلماء راغبين عن الدنيا، ومحررين من أسر حب الجاه والرياسة وطمع المال، والرفعة فهم من علماء الآخرة، وورثة الأنبياء عليهم الصلوات والسلام، وهم أفضل الخلائق”. [4]

*

“إن الدنيا مزرعة الآخرة. فويل لمن لم يزرع فيها، وعطل أرض الاستعداد، وأضاع بذار الأعمال. ومما ينبغي أن يُعلم أن إضاعة الأرض وتعطيلها يكون إما بأن لا يزرع فيها شيئاً، أو أن يلقي فيها بذراً خبيثاً فاسداً، وهذا القسم من الإضاعة كما لا يخفى على أحد أشد مضرة وأكثر فساداً من القسم الأول”. [5]

*

“اعلموا بأن قراءة سورة أو آية نازلة بشأن حادثة خاصة تحقق فائدة لقارئها في ذلك الموضوع. فمثلاً إن قراءة آية متعلقة بتزكية النفس تترك تأثيراً كبيراً على الإنسان في مسألة التطهر والتنقية من الخصال النفسية السيئة والخبيثة. وكذلك الأمر بالنسبة للمسائل الأخرى”. [6]

*

“إن السبب وراء الفضائل والمناقب في زعم هذا الفقير هو الأسبقية في تأييد هذا الدين والأقدمية في إنفاق الأموال، وبذل الأنفس لنصرة أحكام دين رب العالمين. وحيث كان النبي عليه الصلاة والسلام أسبق من الكل، فيكون أفضل من الكل، وكذلك كل من هو أسبق في هذا الأمر فهو أفضل من المسبوقين”. [7]

*

“إن الله سبحانه وتعالى يعلم عباده الدعاء الآتي:

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [8]

أي لا يكفي للإنسان أن يكون صاحب تقوى، وإنما ينبغي أن يسعى ويبذل جهده ليكون سباقاً في التقوى”.

*

“إن المقصود من الخلقة الإنسانية إنما هو أداء وظائف العبودية لله تعالى، ومن أُعطي العشق والمحبة في الوسط والابتداء فالمقصود منه التعلق عن كل شيءٍ غير جناب قدسه جل شأنه. فليس العشق والمحبة من المقاصد بحد ذاتهما بل هما وسيلة لحصول مقام العبودية.

إن السالك إنما يكون عبداً لله تعالى بحق إذا تخلص من أسر كل ما سواه تعالى عبوديته، فليس فائدة العشق سوى أن يكون وسيلة الانقطاع عن غيره سبحانه وتعالى، ولهذا كانت نهاية مراتب الولاية هي مقام العبودية، وليس في درجات الولاية مقام فوق مقام العبودية”. [9]


[1]       الإمام الرباني: المكتوبات، 1، 306، رقم 73.

[2]       الإمام الرباني: المكتوبات، 3، 292، رقم 34..

[3]       الإمام الرباني: المبدأ والمعاد، قسم 51.

[4]       الإمام الرباني: المكتوبات، 1، 197 – 199، رقم 33.

[5]       الإمام الرباني: المكتوبات، 1، 159، رقم 23.

[6]       الإمام الرباني: مكاشفات غيبية، قسم 11.

[7]       الإمام الرباني: المكتوبات، 3، 141، رقم 99.

[8]       الفرقان:  74.

[9]       الإمام الرباني: المكتوبات، 1، 180، رقم 30.