مقالات من كتبه

سيدنا علي -رضي الله عنه-

(656- 661 م)

ولد سيدنا علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه-، داخل الكعبة المعظمة، بمكَّة المكرَّمة[1]، دخل في كنف رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، بسبب ازدحام عائلته، منذ سن الخامسة. عاش وترعرع في تربية رسول الله، لذلك لم يتأثر بالعادات الجاهلية السيئة، فكان أول من آمن من الأولاد.

كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بعد التبليغ، يرافق سيدنا أبا بكر أو سيدنا عليّاً إلى السوق التي يقام كل عام بجوار الكعبة، فتجتمع القبائل من أجل الحج، للتبليغ بالإسلام. وفي الأوقات التي لا يرافق سيدنا علي الرسول -صلي الله عليه وسلم- كان يذهب إلى الكعبة لخلوها من الناس، فيقوم بتكسير بعض الأصنام ثم يعود.

قَدَّم سيدنا علي -رضي الله عنه- خدمات هامة أثناء الهجرة لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فعند محاصرة المشركين لبيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لبس رداءه الأخضر، وتمدد في فراشه بدون خوف، كي يخطئ المشركون هدف الإغتيال.

بعد أن أوصل سيدنا علي -رضي الله عنه- الودائع المتروكة لرسول الله -صلي الله عليه وسلم- لأصحابها في مكة، اتجه بشوق نحو المدينة في رحلة شاقة، فكان يمشي ليلاً ويرتاح نهاراً. التقى برسول الله -صلي الله عليه وسلم- في المدينة وقدماه تدميان لكثرة المشي.

في السنة الثانية للهجرة، نال شرف الزواج من أمنا فاطمة بأمر من الله -عز وجل-، وسعادة أن يكون من أهل البيت وصهراً لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-.

كان الحادي عشر من بين الذوات في الطرق العلية. وبهذه الوسيلة حصل على نسب سيدنا فخر الكائنات.

وصل أسلوب معيشة أمنا المحترمة فاطمة مع زوجها بالزهد والتَّضحية، إلى آفاق أسطورية، ولهذا الأمر أصبح أهل البيت من الأسماء الخالدة في التصوف الإسلامي.

سيد الكرماء

لم يكن سيدنا علي -رضي الله عنه-، نتيجة تربيته النبوية ميالاً للدنيا، لذلك كانت حياته مسرحاً لا مثيل لها لتجليات الغيرية والأخوة الإسلامية. قال سيدنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:

…َإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ” (البيهقي، شعب الايمان، جـ10، 116/3527)

قال سيدنا علي -رضي الله عنه-، في غمرة حماسته لنيله هذه البشرى النبوية:

«ما أدري أي النعمتين أعظم علي منة من ربي رجل بذل مصاص[2] وجهه إلي فرآني موضعا لحاجته وأجرى الله قضاءها أو يسره على يدي ولأن أقضي لامرئ مسلم حاجة أحب إلي من ملء الأرض ذهبا وفضة» (علي المتقي، كنز العمال، جـ6، 598\17049)

ومن الأمثلة العملية على أخلاقه السامية:

وقف سائل على أمير المؤمنين علي فقال للحسن أو الحسين: اذهب إلى أمك فقل لها: تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهما، فذهب ثم رجع ف

قال: قالت إنما تركت ستة دراهم للدقيق،

فقال علي: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده قل لها ابعثي بالستة دراهم فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل قال: فما حل حبوته حتى مر به رجل معه جمل يبيعه،

فقال عليٌّ: بكم الجمل قال بمائة وأربعين درهما، فقال علي اعقله على أنا نؤخرك بثمنه شيئا فعقله الرجل ومضى، ثم أقبل رجل فقال: لمن هذا البعير؟ فقال علي: لي فقال: أتبيعه؟ قال: نعم، قال: بكم؟ قال بمائتي درهم، قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهما وجاء بستين درهما إلى فاطمة فقالت: ماهذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه -صلي الله عليه وسلم- {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}” (علي المتقي، كنز العمال،حـ6، ص 573، 16976)

وفي رواية منسوبة إلى ابن عباس-رضي الله عنهما-، يقول عطاء رحمه الله:

«أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أجر نفسه يسقي نخلًا بشيء من شعير ليله حتى أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير، طحن ثلثه، فجعلوا منه شيئًا ليأكلوه، يقال له: الحريرة، فلما تم إنضاجه أتى مسكين، فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم انضاجه أتى يتيم، فسأل فأطعموه، ثم عمل الثالث الباقي، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك.. وهذا قول الحسن، وقتادة: أن الاسير كان من أهل الشرك.

وفي رواية أخرى، أعطيا طعام إفطارهما، لثلاثة أيام على التوالي، لفقير ويتيم وأسير، وأفطرا على الماء. فنزلت الآية الكريمة في ذلك:

﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا. إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ (الإنسان، 8 ــ 11) (الواحدي، أسباب النزول، ص 470؛ الزمخشري، الكشاف، جـ6، 191ـــ 192؛ الرازي، جـ30، 244)

فقال عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لأخلاقه الحسنة، سلطان الأسخياء                 أي (سلطان الكرماء). فتميز سيدنا علي -رضي الله عنه- من بين الصحابة الكرام بالتضحية والإيثار، والعلم الواسع والعرفان وصواب القرارات والشجاعة والشهامة.

أسد الله الغالب

شارك سيدنا علي -رضي الله عنه- في كل الغزوات، وأبدى شجاعة كبيرة، إلَّا أنَّه لم يشارك في غزوة تبوك فقط، فرسول الله -صلي الله عليه وسلم- تركه خلفه، من أجل حماية أهل البيت والمسلمين في المدينة. فشجاعته وجسارته كانتا معروفتين، فقال هذا الصحابي باندفاع الشباب:

«يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان؟»

فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ملاطفاً ومسلياً:

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون، من موسى” (البخاري، أصحاب النبي، 9)

بحسب العادات العربية في الحروب، أبرز فارس في الجيش يدعو فارساً شجاعاً ذا نسب من الخصوم للمبارزة في ميدان المعركة، فكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، يخرج سيدنا عليّاً للميدان في أغلب الأحيان، فكان بلطف الله -عز وجل- يتغلب على كل الفرسان، ولنيله هذه العناية الإلهية، لقبه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بـ (أسد الله الغالب) للتعبير عن هذه الصفة.

ومما لا شك فيه، بأن القيم المعنوية العليا لتربيته النبوية، أساسُ شجاعته الظاهرة، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:

لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ” (مسلم، البر، 107/2609)

فهذا الحديث مثال حي على معايشة سيدنا علي -رضي الله عنه- هذا الفارس الشجاع الأصيل لهذا الشعور، وتعلقه بغلبة جهاد النفس.

سيدنا علي -رضي الله عنه- في إحدى الغزوات، حيث كان على وشك قتل أحد الأعداء، وهو جاثم فوقه، فتصرف الشخص تصرفاً بشعاً، وهو في قبضة الموت، فبصق على وجهه المبارك، سيدنا علي أسد الله الغالب توقف فجأة، ورمى سيفه، ولم يقتله، خشية من غلبة النفس في تلك اللحظة.

وبهذه الحالة، أصبح الكافر الذي كاد يـُقتل حراً، في غموض كبير، سأل سيدَنا عليّاً -رضي الله عنه- ناسياً القتال والحرب لماذا لم تقتلني؟ فقال له عاشق الحق:

«جهادنا نوعان: الأول الجهاد في سبيل الله ضد الكفار من أمثالك، والثاني جهاد النفس بكبح رغباتها. فقتالي ضدك في سبيل الله، ولكني لو قتلتك لأنك بصقت في وجهي، أكون قتلتك تسكيناً لغضب نفسي، فتتغلب نفسي عليّ، وبتملك النفس قمت بالجهاد الأكبر، لأن المؤمن الذي يكون أسير رغبات نفسه، أكثر خسارة من كافر مثلك»[3]

أمام هذا الرد الحكيم من قلب شجاع، رُفعتْ ستار الغفلة عن عين الكافر، فتنور قلبه بنور الإيمان، وبعدها شارك مع سيدنا علي في عدة غزوات، بدون الخلط بين غضب الحق وغضب النفس، بالقتال مع النفس ثم مع الأعداء بشجاعة.

كان سيدنا علي -رضي الله عنه- يقدم شجاعة لا مثيل لها في ميدان المعارك، إلى جانب عيشه لحياة عبادة استثنائية بخشوع وهدوء. في إحدى المعارك أصيب بسهم في قدمه، ومن شدة الألم لم يستطيعوا إخراج السهم، فقال سيدنا علي-رضي الله عنه-:

«أخرجوه وأنا أقوم للصلاة»

ففعلوا ما أمر به، فأخرجوا السهم بسهولة وبدون عناء، فسأل سيدنا علي بعدما الإنتهاء من الصلاة وقراءته السلام:

«ماذا فعلتم؟» فقال الموجودون: «أخرجناه»

فقد كان جسد سيدنا علي -رضي الله عنه-، يتجرد من الدنيا وكأنه غائب عن الوعي، بسعادة معنوية عند الخشوع للصلاة .

من الكعبة إلى مسجد الكوفة

ساعد سيدنا علي -رضي الله عنه- بقدر المستطاع، الخلفاء بعد رحيل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إلى الآخرة، فحضر مجالس الشورى، وساعدهم في إصدار القرارات الصائبة، بآرائه المفعمة بالبصيرة والفراسة.

قـَبـِلَ الخلافة، نتيجة إصرار الصحابة، بعد استشهاد سيدنا عثمان -رضي الله عنه- في المدينة على يد العصاة. ومن الإجراءات الأولى لسيدنا علي -رضي الله عنه- هي نقل مركز الحكم من المدينة المنورة إلى الكوفة، فقلوب كل المؤمنين تتأذى على المدينة المباركة المملوءة بالذكريات العزيزة لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-، حيث أصبحت مسرحاً للخلافات السياسية للمحافظة عليها كمدينة للعلم والمعرفة بشكل تليق بمكانتها، ولكنه قضى بقية عمره في الكوفة، محارباً الفوضى والفتنة والفساد.

مرة قيل له: «يا أمير المؤمنين ائذن لنا لنقوم بحراستك»

فقال: «حارسُ المرء أجَلهُ»

انقطع عن الطعام والشراب، قبل استشهاده بأيام، وكأنه أحس بقرب المنية. وعندما سُئل عن سبب الإنقطاع قال:

«أريد أن يتحقق الأمر الإلهي وأنا جائع»

ولم يمض ِوقت طويل حتى استشهـِد على يد ابن الملجم في مسجد الكوفة عند صلاة الفجر، في الثالثة والستين من عمره.

قال جندب بن عبد الله لسيدنا علي وجروحه بالغة:

«يا أمير المؤمنين لا أرانا الله فراقك، فإذا تم، سنبايع ابنك الحسن»

فأظهر سيدنا علي -رضي الله عنه-، فراسة سيدنا عمر -رضي الله عنه- بهذا الخصوص قائلاً:

«لا آمركم في هذا الخصوص ولا أنهاكم، أنتم أدرى بأموركم»

بعدها أوصى الحسن والحسين هذه الوصايا:

«أوصيكم بالتقوى وعدم الرغبة بالدنيا. لا تبكوا من أجل خسارتكم، قولوا الحق دائماً، واعملوا بكتاب الله. كونوا خصماً للظالم وسنداً للمظلوم ولا تهتموا بلومة لائم بخصوص أحكام الدين»[4]

ثم لفظ علي-رضي الله عنه-، كلمة التوحيد، وختم بنفسه الأخير كتاب الحياة. وبشرف فتح عينيه في الكعبة الشريفة، وأغمضها في مسجد. وبكلمة الشهادة بلغ مقامه السامي.

إن كلام معاوية في آخر أيامه تعبر بشكل واضح عن ندمه الكبير على معاركه مع سيدنا علي -رضي الله عنه-:

قال موسى بْنُ عُقْبَةَ: لَمَّا نَزَلَ بِمُعَاوِيَةَ الْمَوْتَ قَالَ: «يَا لَيْتَنِي كُنْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِذِي طُوًى، وَلَمْ أَلِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا» (ابن الأثير، البداية، جـ 8، 135)

يقول سيدنا جنيد البغدادي-قدس سره-:

«لو فرغ سيدنا علي عن القتال قليلاً، لعلـّمنا من علوم القرآن الكثير الكثير، فهو سيد العارفين. قال كلاماً لم يقله أحد ولن يقول مثله أحد»[5]

وإليكم بعض أقوال سيدنا علي-رضي الله عنه- والتي كل واحدة منها تعتبر دستوراً للحياة، وكنزاً للحكمة والعلم والمعرفة.

حِكَم من سيدنا علي-رضي الله عنه-

-«أريحوا أرواحكم بكلمات حكيمة تدعو للتأمل. فكما أنَّ الأبدان تتعب وتضعف، الأرواح تتعب كذلك»

-«لا خير في صلاة بلا خشوع، وصيام لا يتجنب آفات اللسان والتفاهات، وقراءة القرآن الكريم بلا تفكير،وعلمٍ لم ينقـّش في القلب، ومالٍ لم ينفق، وأخوةٍ لم تظهر وقت الضيق، ونعمةٍ بلا شكر، ودعاءٍ غير مخلص من القلب»

-«الناس أعداء ما يجهلون»

-«الجنة مكان الكرماء، وجهنم مكان الجاهلين»

لن يسأل الجاهل لماذا لم تتعلم، قبل سؤال العالم لماذا لم يُعَلِّم؟»

-«من يرغب في الجنة يسعى إلى الخير، ومن يخشى النار يكبح شهواته، والمؤمن بالموت يُفني اللذات والشهوات النفسية، والعارف بالدنيا تتجلى له المصائب».

-«العِرض صداقُ الجمال»

-«المروءة والأدب في الدين ثمار العقل السليم» .

-«من كان كامل العقل قلَّ كلامه».

-«العارفُ بأن الكلام من الأعمال قلَّ كلامه، فلا يقول إلا ما يعنيه».

-«السكوت حتى السؤال، خير من الكلام حتى الإسكات».

-«لا ترد على قبيح الكلام، لأن صاحب هذا الكلام لديه كلمات قبيحة كثيرة، فيكون رده بها».

-«لا تمزح مع الجاهل، فيجرح قلبك، لسلاطة لسانه».

-«تحدث إلى الناس بالشكل الذي يفهمونه».

-«ظلُّ الأعوج يكون أعوجَ مثله».

-«كن حسن الظن مع العباد، فتتخلص من متاعب كثيرة».

-«من لا يملك بين يديه كتاب الله وسنة رسوله وسنن الأولياء، لا يملك شيئاً، فحفظ السر من كتاب الله، وإدارة الناس بالأخلاق الحسنة من سنة رسول الله، وتحمل أذى الناس من سنن الأولياء»

-«إذا أردت أن تصاحب إنساناً اجعلْ بينك وبينه مسافة، فإذا تعامل معك بشكل عادي فاستمر، وإلا فاترك».

-«من انشغل قلبه بالعداء لا يرتجى منه صالح، فالقلب لا يجتمع فيه ضدان».

-«ابتسامة المؤمن في وجهه، وحزنه في القلب».

-«تمام النعمة الموت على الإسلام».

-«لِمَ التكبُّر يا ابن آدم؟ فأوله نطفة وآخره عذاب! فحتى رزقك لست بقادر على خلقه، وكذا الخلاص من الهلاك»

-«الدهرُ يومان، يوم لكَ (يعني يبتسم لك)، ويوم عليك (يعني ما يحزنك)، لا تتكبر عندما يكون لك، ولا تضق ذرعاً وتشكو عندما يكون عليك»

-«اليومُ يومُ العمل لا الحساب، وغداً يوم الحساب لا العمل»

-«الأنفاسُ خطواتٌ تخطو نحو الأجلِ»

-«الدين والدنيا ستظلان راسختين بسلامٍ وأمان، باستمرار أربعة أشياء:

1ــ الأغنياء، ما لم يبخلوا بأموالهم.

2- العلماء، حتى يعملوا بعلمهم بما يعلمون.

3- الجاهلون، ما لم يتكبروا بما لا يعلمون.

4- الفقراء، ما لم يبيعوا آخرتهم من أجل دنياهم»

-«ما أجمل إظهار الأغنياء تواضعهم طمعاً بمكافأة الله، والأجمل من ذلك توكُّل الفقراء على الله باستغناء»

-«الحرمان خير من البقاء تحت المنة».

-«العفة زينة الفقر، والشكر زينة الغنى»

-«البخل يجمع الأخلاق السيئة عنده».

(وبمفهوم المخالفة، الرحمة تجلب الكرم، والكرم يجلب التواضع، والتواضع يجلب الخدمة)

-«عندما تقع في الضيق، فتاجر مع الله بمنح الصدقات، وعندما تحصل على النعم فاشكر، لا تقلل من الشكر حتى لا تزول النعم».

-«أفضل الميراث العلم، وأفضل الحلل الأدب، وأفضل الزاد التقوى، والعبادة أفضل رأسمال، وأفضل دليل العملُ الصالح، وأفضل صديق الأخلاقُ الحسنة، وأفضل مساعد الحلم، وأفضل الغنى القناعة، وأفضل الهدوء التفكير بالموت».

-«لا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا فائدة كالتوفيق من الله، ولا حسبٌ كالتواضع, ولا شرف كالعلم, ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، الأخلاق الحسنة تقرِّب من الله, ولا عبادة كأداء الفرائض, ولا عقل بلا تدبير, ولا حصيلة أكثر من الوحدة والتعاضد تبعد الناس عن التكبر»

-«الحصول على أربعة من أصعب الأعمال:

1- العفو عند الغضب.

2- الكرم عند الحاجة.

3- اتقاء شر النفس في الأماكن المغلقة والمعزولة.

4- قول الحقيقة أمام من تخشى، ومن تأمل منه منفعة»

-«من يرى المصائب الصغيرة كبيرة، يبتليه الله بالمصائب»

-«المالُ مادة خام لشهوات النفس، ومفتاح الضيق الرغبات الدنيوية والنفسية، والحسد رحلة مهلكة»

-«الرغبات والآمال الدنيوية، تفقد البصيرة»

-«قيمة المرء بقيمة رغباته»

-« من كان أسير رغباته وطلباته ساءت أفعاله»

-«نصيب المرء يصله حتى لو لم يسعَ وراءه»

-«لا بدل لأبدانكم ولا قيمة لها سوى الجنة، لذلك لا تبيعوا أبدانكم إلا مقابل الجنة»

-«أصحاب الله أناسٌ يرون حقيقة الدنيا حين يرى الآخرون مظاهرها»

-«لا يكتمل إيمان العبد ما لم يثق بأصحاب الله أكثر من ثقته بما في يده»

ربنا، اجعل من نصيبنا إدراك هذه الأقوال الحكيمة بشكل لائق، والعمل بمقتضاه، وأن لا تنقص من قلوبنا محبة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-،                   وأصحابه الخلفاء الأربعة الكبار، واجمعنا في يوم الحشر بهم! …    

ومما لا شك فيه، فإن لقاء الصحابة في الآخرة يبدأ من الدنيا، إذا كانت نيتنا اليوم صحبتهم، إن شاء الله غداً في الآخرة ننال التقرُّب منهم.

ربنا، اجعل أخلاق الخلفاء الراشدين الحسنة من نصيبنا أجمعين، ولا تحرمنا من شفاعتهم!   آمــين…


 

[1]      الحاكم، المستدرك، جـ3، 550/6044.

[2]      مصاص : خالص كل شيء

[3]      انظر: محمود سامي رمضان أوغلو، عليّ المرتضى، ص 117.

[4]      انظر: محمود سامي رمضان أوغلو، عليّ المرتضى، ص 74.

[5]      انظر: محمود سامي رمضان أوغلو، عليّ المرتضى، ص 113.